الأحد، 24 سبتمبر 2017

من أعمال الفنان التشكيلي الجزائري /أبوبكر علال

اللوحة تحت عنوان :جوهرة الموت 

من أعمال الفنان التشكيلي الجزائري / أبوبكر علال

اللوحة تحت عنوان : مذلة القوة 

من أعمال الفنان التشكيلي الجزائري :أبوبكر علال

بداية الافكار الميتة

من أعمال الفنان التشكيلي الجزائري :أبوبكر علال

اللوحة تحت عنوان :  الافكار الغير منتهية 

لوحة جديدة للفنان التشكيلي : أبوبكر علال تحت عنوان / عوالم ماوراء الروح


الأربعاء، 1 مارس 2017

البديل الاقتصادي المهمل... الاستثمار الثقافي في الجزائر خرافة ....أو تكتم عن سياسة فاشلة ? ? ?-بقلم : الفنان التشكيلي والكاتب الصحفي والمنشط الثقافي / عــلال أبوبكر

البديل الاقتصادي المهمل...
الاستثمار الثقافي في الجزائر خرافة ....أو تكتم عن سياسة فاشلة ? ? ?


بقلم : الفنان التشكيلي والمنشط الثقافي / عــلال أبوبكر
       بلد من بلدان الوفرة المادية والرَّيع النفطي بالأمس ، أعلن سلطانها الأول عن جملة من الفتوحات الثقافية المأخوذة من  تحت عباءة الرجل الدوغمائي المتقشف , بدون حياء ولا خجل من الإنسانية  في قطاع  عرف عنه التسول منذ الاستقلال , يحدث هذا في بلد إسمه الجزائر والقطاع المستهدف هو قطاع الثقافة مع كل أسف , هذا الجانب الاستراتيجي البالغ الأهمية  الذي ترفض كل الحكومات الواعية أن تنقص من ميزانيته فلسا واحدا , إلا الجزائر فكل شيء فيها مباح مادام الأمر يتعلق بالبقاء في هرم السلطة.
     حكومة تتحدث عن الاستثمار الثقافي من جهة , ومن جهة أخرى نجدها قد حشّت القطاع حشّا ، تناقض صارخ لم نجد له تبرير, والسبب لأن سلطانها المسكين مازال لم يستسغ تلك العلاقة المفرطة في الحساسية بين المثقف ورجل المال الذي لايهمه  إلا جمع الدولار قبل ذلك الدينار الذي لم يتبقى له إلا شهقة واحدة .
      كان عليكم سيدي الوزير عوض تقليص عدد المهرجانات الثقافية التي كانت تأثّث وتصنع المشهد الثقافي في الداخل قبل الخارج من 186 إلى 77 مهرجانا فقط ، وإلغائكم لكثير منها ودمج بعضها ببعض خبط عشواء وجعل بعضها ينظم كل سنتين , بعد أن كانت تنظم كل سنة ، وذلك في ظل تلك السياسة غير معلنة والتي لا يسمع صوت طبولها إلا بعد انسداد جميع الأبواب  "سياسة التقشف" . ودولة تونس الشقيقة تنظم أكثر 1200مهرجان سنويا ناهيك عن النشاطات الجمعوية الأخرى ,  وبعد كل هذا مازلنا نتحدث عن مشروع العاصمة التي لا تنام .
     قبل الحديث عن استثمار ثقافي فعّال وطموح لا بدّ من تكوين رؤية واضحة ، وذلك لصعوبة المعادلة التي توازي بين الاقتصاد والثقافة ، فإن مجرد الحديث عن «الاستثمار» في قطاع الثقافة قد يصيب ذوي الذهنيات المحافظة بصدمة شديدة، ويجعلهم يشعرون بالفزع والخوف من التنازلات التي يمكن أن تقدم على حساب حرية الإبداع ، مع العلم أن الهوّة جدّ عميقة  بين منطق المثقف الجزائري ومنطق المستثمر المغامر ، فبينما يفكر الأول في الترويج للعلوم والمعرفة والفنون دون انتظار مقابل في أغلب الأحيان ، في حين لا يهم الثاني سوى تحقيق المكاسب المادية .
       ورغم ذلك فمع الكثير من الضمانات واللعب على وتر تغيّر الذهنيات البالية وفي ضل رؤية واضحة وعادلة بين الطرفين يمكن أن نصنع المفارقة التي يحلم بها كل مثقف وطني غيور ، و الأمر بطبيعة الحال لا يكون بسن القوانين لوحدها بغية تنظيم هذا الحراك , فعوض تحجيم الفعاليات الثقافية وتقليصها كان على الحكومة أن تقوم بتحويلها من أدوات لتلميع الصورة إلى أدوات تلميع وكسب معا ، وهذا الأمر من شأنه أن يرفع معدل الدخل القومي للبلاد، كما هو الحال في العالم المتقدم ، فعلى سبيل المثال لا الحصر  نجد الكثير من الدراسات التي أجريت على هذا النوع من الاستثمار، فنجد وكالة  «تيرا» المتخصصة في تطوير المشاريع الثقافية، ضمت 74 مدينة أوروبية، أظهرت أنه إذا كان متوسط ما تصرفه كل مدينة على النشاطات الثقافية يبلغ نسبة 0.7 في المائة من الدخل القومي عن كل ساكن، فإن عائد هذا الاستثمار في النهاية يصل لنسبة 9 في المائة من الدخل القومي عن كل ساكن، لأن المدينة التي تتمتع بانتعاش قطاعها الثقافي تحث سكانها على الاستقرار فيها والأجانب على زيارتها وتشجع على الاستهلاك، وهو مثال حال مدينة بيلباو الإسبانية التي مرت بركود اقتصادي شديد إلى أن تم افتتاح متحف «كوكينغام بيلباو» الذي ساعد على خلق أكثر من 45 ألف فرصة عمل جديدة في الفترة الممتدة بين 1997 و2007. لكن الآثار الإيجابية قد تكون «نوعية» أكثر منها «كمية» لا سيما بما يتعلق منها «بالانطباع الجيد» الذي تتركه في الأذهان كل المدن التي تعيش حالة من الانتعاش الثقافي , ونحن في الجزائر عوض أن نخطط مازالت الحكومة تقبل التبرعات وقاعة الأوبرا المهدات من طرف دولة الصين ليست ببعيدة .   
    وتكتب "بولين لابورت"، الخبيرة في مكتب استشارات «آرت آند فينانس»: «الأزمان المقبلة ستشهد منافسة شديدة بين المدن الكبيرة لاستقطاب السياح والمستثمرين والأدمغة. الاقتصاد بالطبع يبقى مهما، لكن الانتعاش الثقافي سيكون الفاصل الذي سيميز بعضها عن بعضه».
      والمشكل في الجزائر أن سياسة الإنفاق على هذا النوع من المشاريع يحتكم إلى قانون  تضخيم الفواتير ،ناهيك عن الارتجالية المفرطة في أغلب الوزارات المتعاقبة على هذا القطاع الحساس , مع استمرارية قطع التواصل بين الأجيال , وأصحاب الاختصاص , ثم تقدم للرأي العام أنها أرقاما ومشاريع حقيقية , نتحمس لها في البداية ثم سرعان ما يطالها الإهمال ، وما يحصل في فنادق الجزائر التي تم فتح رأس مالها في فترة العشرية السوداء لأكبر دليل على ذلك , فضلا عن المشاريع التي لم تكتمل بعد منذ فترة الثمانينات , ناهيك عن المواقع الأثرية التي بح صوتها.

    ومن هذا المنطلق فإن الاستثمار الثقافي لا يمكن أن يصل إلى أهدافه المنشودة بدون مناخ مهيأ مسبقا وخريطة طريق ملمّة بكل الجوانب الاجتماعية للبلاد ، لأن هذا النوع من الاستثمار هو مشروع مجتمع كامل ومتكامل الرؤية من كل النواحي كما فهمته الكثير من دول العالم الناشئة خاصة دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا , مثل دولة قطر والتي احتلت المرتبة الرابعة عالميا في التعليم بفضل حوكمتها الرشيدة , ودولة الإمارات العربية التي أدركت هذا المفهوم الراقي ورسمت أهداف بعيدة المدى أو كما يحب الاقتصاديون في هذا البلد أن يسميها بخطة 2117 .هكذا تكون الحكومات الذكية التي تحتكم في اتخاذ قراراتها إلى الخبراء وليس إلى الأنا الذاتي والعاطفة المفرطة التي أرهقت وأتعبت عقولنا .





السبت، 13 أغسطس 2016

بقلم : الفنان التشكيلي والمنشط الثقافي / عــلال أبوبكر




المقال الصجفي الاخيرالذي تم نشره لي في جريدة التحرير 
الخميس 11أوت 2016
تحت عنوان / قماقم الثقافة في الجزائر
بقلم : الفنان التشكيلي / علال أبوبكر
إذا كانت الثقافة هي مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع، وهي روح الأمة وعنوان هويتها، وهي من الركائز الأساس في بناء الأمم وفي نهوضها، فلكل أمة ثقافةٌ تستمد منها عناصرها ومقوماتها وخصائصها، وتصطبغ بصبغتها، فتنسب إليها.
بلا شطط ، لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي يتسم بها ، إلا أن مفهوم الثقافة في الجزائر له مفهوم جد خاص , وغريب وجميل في بعض الأحيان وقبيح في بعض الأحيان الأخرى عن المفاهيم المتعارف عليها بين شعوب المعمورة , ومرد ذلك طبعا إلى الموروث الذي ورثناه عن تعاقب الحضارات المتتالية , التي مرت عبر ترابنا , غازية لنا أو فاتحة , وهذا الأمر كان له الأثر الكبير على مفهوم الثقافة لدى المواطن الجزائري البسيط , فمن الحضارة البيزنطية والرومانية فالإسلامية الفاتحة إلى الدولة العثمانية والتي جمعت الكثير من الأجناس بين صياصيها المتمثلة في الجيش الانكشاري , إلى الوجود الاسباني ثم هجرة الموريسكيون إلى أرض الجزائر الفارين من محاكم التفتيش الصليبية ألتي نكلت بهم إلى الوجود الوندالي إلى آخر الأجناس والطوائف التي مرت من هاته الأرض الطيبة ,وختماما بسياسة الانسلاخ المسلطة علينا من طرف المستدمر الفرنسي إلى محاولة الذوبان في سياسة المعسكر الاشتراكي بعد الاستقلال , إلى سياسة الرأس المالية المتوحشة في الألفية الثالثة القائمة على الاسمنت والفولاذ .
هاته الفوضى التاريخية المقدرة , خلقت زخما حضاريا نتقاسمه مع الكثير من دول البحر الأبيض المتوسط نتج عنه مفهوم الثقافة في الجزائر وجعلته يختلف عن ما نشاهده في باقي دول العالم والذي نستشفه من خلال التراث المادي واللامادي بين ربوع الوطن المترامي الإطراف .
في الجزائر كلٌّ مفاخر بقمقمته في الثقافة , وهذا ما نتج عنه ضياع المفهوم الوطني للثقافة المحلية التشاركية وإن كانت هناك الكثير من المحاولات من طرف السلطة والشعارات التي نسمعها من هنا وهناك من هؤلاء و هؤلائي التي تنادي بالحفاظ على التراث الوطني , وما له من دور في التماسك في ضل التحديات الاقليمية التي نشاهدها اليوم ومالها من مخاطر على الوحدة الوطنية وكما يقول المثل الصيني " الثقافة هي روح الشعب،وروح الدولة تصبها الثقافة ".
ضف إلى ذلك عامل المساحة الشاسعة والبنية الاقتصادية الهشة التي اعتمدت لعقود على سياسة الريع والتي انعكست سلبا على الحالة الاجتماعية للمواطن الجزائري . وبالتالي كبح حركة التنقل بين الولايات وجعلته لا يشد الرحال إلا في فترتين وهي , فترة تأدية الخدمة الوطنية أو لتأدية مناسك الحج عند اقتراب منيته , وهاته الظاهرة الغريبة جعلت أبناء البلد الواحد في عزلة عن بعضهم البعض وهذا ما زاد في حجم الهوة بين أبناء البلد الواحد والمعبر عنها في أغاني الــ "واي واي" (. هذي في خاطرعرب وهرن..... وهذي في خاطرالشاوية ...وهذي في خاطرالسوافة .......الخ ) وهلم جر من العبارات التي نسمعها من هنا وهناك من أبواق الباحثين على القمقمة المطعمة بالفرانكفونية على عرش الثقافة في الجزائر, متناسين بذلك مفهوم اللحمة الوطنية التي قاصى من أجلها الرجال العظام حيث أصبحت تحاك ضدها كل الدسائس من طرف الحالمين بالعودة إلى أرض السماء المقدسة قبل أن تغيب عليهم الشمس من المشرق .
مما أدى بوزارة الشباب المستحدثة حديثا أساسا لتقليص الهوة بين ابناء البلد الواحد وذلك بالاهتداء إلى بعض الحلول الترقيعية كعادة رجال الساسة في الجزائر والمتمثلة في رحلة الشتاء والصيف الهادفة إلى التعريف الشباب بمقدرات بلادهم وذلك بتقديم رحلة سياحية لألف شاب من الشمال إلى الجنوب في الشتاء وألف تلميذ من الجنوب إلى الشمال في الصيف .
هذه الظاهرة الغريبة عن قيمنا الروحية النبيلة خلقت توترا اجتماعيا رهيبا بين أبناء البلد الواحد والذي فوتى علينا فرصة النهوض لعشرية كاملة من جديد , فضلا عن الخسائر المادية التي قدرها الاقتصاديون بــ 20 مليار دولار فضلا عن الخسائر البشرية فمنهم من قضى نحبه ومنهم من أختار طريقة الهجرة بلا عودة مع كل أسف .
أن حركة التنقل للإفراد داخل الوطن الواحد والتي يطلق عليها الخبراء الاقتصاديون بالسياحة الداخلية لها دورجد إجابَ والمتمثل في إذابة الجليد والانصهار بين أبناء البلد الواحد وبالتالي القضاء على مفهوم الجهوية وزيادة اللحمة الوطنية ومن خلال هاته المعاني الراقية يصبح للجزائر قماقم راقية في الثقافة وليس قماقم متعصبة لجذورها بحجة جذوري ليست من جذورك ضاربا بذلك كلى المفاهيم التي ناضلت من أجلها رجال الإصلاح في الجزائر ,
أن احترام قماقم الثقافة السوية في الجزائر هو بمثابة عربة إضافية لقاطرة التنمية الاقتصادية التي تعتمد على الإصلاح والتكنولوجيا كما هو معمول به في مختلف اقتصاديات العالم المتطورة .
إن الاقتصاد الذي يحتوي على المزيد من الثقافة ، فإن التنمية الاقتصادية يمكنها الارتقاء إلى أعلى المستويات ، ويمكنها التقمقم والحصول على التنمية المستدامة. وسنضرب مثال مهما على هذه الظاهرة الصحية التي تنتهجها الكثير من الاقتصاديات المتقدمة ومثال ذلك صناعة الثقافة في أمريكيا حيث بلغت أكثر من 25% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي ثاني أكبر صناعة بعد صناعة الأسلحة. وفي البلدان المتقدمة عموما فإن صناعة الثقافة تمثل 10% أو أكثر من نسبة الناتج المحلي الإجمالي، وأصبحت العمود الفقري والمحرك الحقيقي .
إن التقمقم الاقتصادي راجع في الأساس إلى الارتقاء بمفاهيم الثقافية العميقة المستمدة طبعا من عمق المجتمع وليس من جيوب الإقدام السوداء . لذا فإن مفهوم التنمية لدى المجتمعات الاقتصادية يكون أساس المقارنة بين الدول والمناطق خلال 10 سنوات. والنظام خلال 50 سنة، و 100 سنة للمقارنة الثقافية. فإن الثقافة هي روح وجذور الدول والأقاليم ، وهي أساس " تحول السلطة" في الدول والأقاليم .قال ألفن توفلر كاتب ومفكر أمريكي وعالم في مجال دراسات المستقبل :"إن الدول التي لها ثقافة ستزدهر اقتصاديا عاجلا أم آجلا،في حين أن الدولة المزدهرة اقتصاديا تشهد تطوير سريع في الثقافة".كما أن تحول الثقافة إلى القوة الناعمة،ستصبح التنمية البيئية أكثر صحية واستدامة.
وفي الأخير لا يسعني القول إلا أن أقول بضرورة وجوب التصالح مع الذات وتقبل الأخر, لأننا لا نملك إلا وطن واحد, ولن نجد لمثله بديلا , وسبيلنا في ذلك هو تكريس ثقافة التعايش والتسامح بين الوطن الواحد , حتى لا نترك للمتطفلين على وقتنا وقمحنا وزيتنا وابتسامة أطفالنا فرصة لنيل منها على أرض تسمى بلاد الشهداء .